للناظر من بعيد، تبدو الرياضات فعلا غريبا، أو غير مفهوم على أحسن تقدير. تنافس محموم، رغبة جامحة، وتسابق على هدفٍ مسجّل في رياضة جماعية، أو نقطة منتزعة من الخصم في رياضة فردية أخرى. أما للناظر عن قرب، فهي حالة من التسامي عن محددات الجسد، تأتلف فيها الأنفس، ويصير لها معنى آخر يعرفه كل من ذرف نقطة عرق في سبيل ما يحب.
ومنذ الإغريق، كان الجسد بوابة للحكمة، وطريقا للذهن إلى آفاق متجددة أبدا، حتى في تراثنا ارتبط العقل السليم بالجسد السليم، حقيقة أدركها طلبتنا، ونفخر أن نكمل المسيرة وإياهم، نحو رياضة أردنية نتباهى بها نحن أولا، ويشاركنا ذلك كل العرب أيضا.
يقال، إن النجاح منظومة، يتفانى فيها كل فرد لتحقيق الرسالة والهدف حتى تكتمل الرؤية. ورسالتنا واضحة، يسهل إنجازها إذا أخلصنا لرياضاتنا إخلاصا منطلقه جامعاتنا، هذه التي نراها تكبر كل يومٍ أمام أعيننا، وفي مجالات مختلفة في الآن ذاته: أن نخلق ثقافة رياضية عنوانها التنافس الصحي، وصقل شخصيات الطلبة ليصيروا موضع تطلع من الأجيال اللاحقة، والتأكد من تحقيق ذلك باستمرار العمل على رفع مستوياتهم الفنية بإقامة الدورات والبطولات المحلية والدولية.
لقد استلمنا إدارة الاتحاد الرياضي للجامعات الأردنية بإرث كبير، لذلك تأتي المسؤولية أكبر، لكنّ دليلنا في القادم من الأيّام واضح كما الشمس، ساطع كما رياضيينا النجوم، أن نقود هذا الاتحاد إلى مزيد من الإنجازات الدولية والعالمية، فكما رفرف علم الأردنّ في البرازيل واليابان، نودّ أن يظلّ عاليا دومًا، في أولمبياد باريس القادمة، وما بعدها من محافل دولية.
لا داعي لتعداد إنجازات الطلبة، فلكثرتها يصعب حصرها، لكن يسعني من هذا الموقع أن أشيد بالجهد التّشاركيّ المبذول من كلّ الجامعات الأردنية الأردنية بأساتذتها المدرسين وطلبتها الموهوبين، فالرّياضة كما كلّ شيءٍ في الحياة، تنبني على العمل الجماعيّ، والصّبر والمحاولة الدؤوبة، ورفض الاستسلام، وتفهّم العقبات بوصفها خطواتٍ نحو النّجاح، ذاك الذي يبدو بعيدًا في البداية، ثمّ يصير ممكنًا.
سمة الرّياضة هي التّنافس، لكنّها من منظورٍ أكثر شموليّةً، تجمع أكثر ممّا تفرّق، فهي ملتقانا من كل الجامعات الأردنية. يتنافس الأفراد والفرق، يفوز واحد ويخسر الآخر، لكنّهما فوز وخسارة رمزيّتان، يشيران إلى المشترك بيننا، إذ لا خاسر في الرّياضة، فالجهد والعمل والرّغبة كلّها رصيد محفوظ إلى يوم آخر، إلى لقاء ثان يجمعنا من جديد على شغف متجدّد، نأمل في الاتحاد الرياضي للجامعات الأردنية أن يدوم طويلا.